سوف أشعر بحرج بالغ فيما لو سألني أحد من خارج المملكة عن صحة الخبر الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي عن تأييد محكمة الاستئناف لحكم دائرة الأحوال الشخصية بالمحكمة العامة في إحدى مناطق المملكة برفض إثبات عضل فتاة رفض شقيقها تزويجها من معلم كونه عازف عود، فقد رأت المحكمة أن الخاطب غير مكافئ للفتاة دينياً بسبب عزفه للموسيقى. وربما كنت سأعتبر القصة مشوبة بالمبالغة أو حتى غير صحيحة لو اقتصر تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي فقط، لكن صحيفة «عكاظ» نشرتها يوم أمس في صفحتها الأولى ما يؤكد أنها حقيقية وقد حدثت بالفعل. بكل تأكيد ستتناول وسائل الإعلام الخارجية هذا الخبر غير الطريف كما هي عادتها في التقاط الأخبار المثيرة في الداخل السعودي وسوف نكون مثار التندر ولن نستطيع التبرير مهما حاولنا، ولكن بعيداً عما سيثيره هذا الخبر خارجياً هل فعلاً ما زال لدينا مثل هذا التفكير الذي يتحول إلى أحكام قضائية تتعلق بمصائر البشر.
في هذه القصة قبلت المحكمة شهادة شاهدين أفادا برؤيتهما الخاطب يعزف العود في مناسبتين، بينما لم تقبل تزكية إمام مسجد وزملاء المعلم الخاطب وشهادتهم له بالصلاح ومداومته على الصلاة في المسجد بعد أن تقدم لخطبة الفتاة مرتين، والفتاة تحمل شهادة الماجستير وبلغت من عمرها ٣٨ عاما وتعمل في منصب قيادي مرموق وتحت إدارتها أكثر من ٣٠٠ موظفة، لكن نضجها وتعليمها ومعرفتها بمصلحتها وتزكية خطيبها لم يجعل المحكمة ترجّح مصلحتها وتساعدها على الارتباط بمن اختارها واختارته.
المشكلة الحقيقية عندما يكون عزف الموسيقى لا يجعل شخصاً متكافئاً دينيا، والمشكلة الأكبر عندما لا يكون ذلك رأياً شخصياً وإنما حكماً قضائياً يتعلق بمصير شخصين يريدان الارتباط ببعضهما عن قناعة ونضج. ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن السؤال الكبير هو كيف يمكن التوفيق بين هذه الحادثة وإنشاء معاهد للموسيقى ودار أوبرا ومعهد ملكي للفنون وعشرات الحفلات الموسيقية التي عادت لدينا بكثافة. وأيضا إذا كانت قضية الفنون والموسيقى مختلفا فيها لدى بعض الفقهاء والقضاة فكيف يكون المختلف فيه حكماً قضائياً يقضي على أمل شخصين ناضجين بالارتباط والحياة الزوجية معاً.
هذه القصة تذكرنا باللحظات التأريخية التي كانت تحتفل بتكسير الآلات الموسيقية أمام حشود الشباب وسط التهليل والتكبير والهتافات الصاخبة، اعتقدنا أنها صفحة من الماضي لكن يبدو أنها ما زالت موجودة وتستطيع التحول إلى أحكام قضائية. كم كان سيكون زواجاً رومانسياً لو أتيح لهذا العاشق الارتباط بحبيبته كي تسمع منه العزف كل مساء على أوتار عوده وقلبه.
في هذه القصة قبلت المحكمة شهادة شاهدين أفادا برؤيتهما الخاطب يعزف العود في مناسبتين، بينما لم تقبل تزكية إمام مسجد وزملاء المعلم الخاطب وشهادتهم له بالصلاح ومداومته على الصلاة في المسجد بعد أن تقدم لخطبة الفتاة مرتين، والفتاة تحمل شهادة الماجستير وبلغت من عمرها ٣٨ عاما وتعمل في منصب قيادي مرموق وتحت إدارتها أكثر من ٣٠٠ موظفة، لكن نضجها وتعليمها ومعرفتها بمصلحتها وتزكية خطيبها لم يجعل المحكمة ترجّح مصلحتها وتساعدها على الارتباط بمن اختارها واختارته.
المشكلة الحقيقية عندما يكون عزف الموسيقى لا يجعل شخصاً متكافئاً دينيا، والمشكلة الأكبر عندما لا يكون ذلك رأياً شخصياً وإنما حكماً قضائياً يتعلق بمصير شخصين يريدان الارتباط ببعضهما عن قناعة ونضج. ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن السؤال الكبير هو كيف يمكن التوفيق بين هذه الحادثة وإنشاء معاهد للموسيقى ودار أوبرا ومعهد ملكي للفنون وعشرات الحفلات الموسيقية التي عادت لدينا بكثافة. وأيضا إذا كانت قضية الفنون والموسيقى مختلفا فيها لدى بعض الفقهاء والقضاة فكيف يكون المختلف فيه حكماً قضائياً يقضي على أمل شخصين ناضجين بالارتباط والحياة الزوجية معاً.
هذه القصة تذكرنا باللحظات التأريخية التي كانت تحتفل بتكسير الآلات الموسيقية أمام حشود الشباب وسط التهليل والتكبير والهتافات الصاخبة، اعتقدنا أنها صفحة من الماضي لكن يبدو أنها ما زالت موجودة وتستطيع التحول إلى أحكام قضائية. كم كان سيكون زواجاً رومانسياً لو أتيح لهذا العاشق الارتباط بحبيبته كي تسمع منه العزف كل مساء على أوتار عوده وقلبه.